الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
شرح كتاب الآجرومية
98119 مشاهدة
عددها وأقسامها

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال المؤلف -رحمنا الله تعالى وإياه- و حروف الخفض وهي: مِن وإلى وعن وعلى وفي ورُبَّ والباء والكاف واللام، وحروف الْقَسَمِ، وهي: الواو والباء والتاء.


بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.
ذكر أن علامات الاسم أربع: الخفض، والتنوين، ودخول الألف واللام عليه، وحروف الخفض هي العلامة الرابعة- أي: دخولها على الكلمة علامة على أنها اسم، وقد ذكرها هنا، أو ذكر بعضها، ومحلها في باب مخفوضات الأسماء؛ ولكنه ذكرها هنا استطرادًا؛ ليبين أنها تدخل على الاسم يقول: وهي: من وإلى وعن وعلى وفي ورُبَّ والباء والكاف واللام هذه حروف الخفض، ذكر منها تسعة وقد ذكرها ابن مالك في الألفية، وذكر أنها عشرون حرفا، ولكن هذه التسعة أشهرها، وهي من المهم معرفتها؛ حتى يُعْرَف إعراب الاسم الذي بعدها أنه مستحق للخفض.
قد عرفنا أن الخفض استعمال الكوفيين، والجر استعمال البصريين، والجر أكثر استعمالا؛ لذلك نقول: إن هذه تسمى حروف الجر، وقد تقدم أن الحرف لا بد أن يكون له معنى، كل حرف له معنى؛ لذلك قال في تقسيم الكلمات: وأقسامها ثلاثة: اسم، وفعل, وحرف جاء لمعنى، فكل حرف فإن له معنى، ومن ذلك: حروف الجر، فإن لها معاني.
وقد ذكرنا أن الحروف تنقسم إلى ثلاثة أقسام: حرف مختص بالأسماء كحروف الجر، وحرف مختص بالأفعال كالجوازم، وحرف مشترك بينهما كـهل وبل، هذه الحروف مختصة بالأسماء، حروف الجر.